الحاجب خارج برنامج النقل الجهوي .. مدينة في عزلة والنقل في وضع مختل !؟



بينما تتجه أنظار ساكنة جهة فاس مكناس إلى مشروع استثماري ضخم تبلغ قيمته 1,2 مليار درهم، يهدف إلى
تحديث قطاع النقل الحضري بالحافلات في أربع مدن رئيسية (فاس، تاونات، مكناس، تازة)، تغيب مدينة الحاجب عن هذا المخطط، رغم أنها من أكثر المدن معاناة من أزمة النقل اليومي، سواء من حيث الخدمات أو البنية التحتية.

الاستثمار المخصص للنقل بالحافلات:

وفق المعطيات الرسمية الواردة في الوثيقة المرفقة:

٠ التمويل الإجمالي: 1,2 مليار درهم
٠ مساهمة وزارة الداخلية: 802,8 مليون درهم
٠ مساهمة مجلس جهة فاس مكناس: 401,4 مليون درهم
° المدن المستفيدة:

  • فاس: 693,3 مليون درهم (الاستفادة سنة 2025)
  • مكناس: 358,1 مليون درهم (2026)
  • تازة: 85,5 مليون درهم (2027)
  • تاونات: 67,4 مليون درهم (2025)


لكن الحاجب... خارج الحسابات!

واقع النقل في الحاجب: لا محطات، لا تنظيم، لا احترام للمواطن

رغم كونها نقطة ربط حيوية بين فاس ومكناس وأكوراي وأزرو وإفران، إلا أن مدينة الحاجب تعاني من:

1. غياب محطة طرقية منظمة للطاكسيات الكبيرة، ما يخلق فوضى في التنقل اليومي، خاصة للقادمين من الجماعات القروية المجاورة أو المدن المجاورة مما يجعلهم يلتجئون الى النقل السري (الخطافة) .
2. سوء سلوك بعض سائقي الطاكسيات الصغيرة الذين يرفضون تحميل أكثر من راكب، ويُجبرون المواطنين على دفع ثمن الرحلة كاملة، رغم أن القانون يمنع هذا الأسلوب الاستغلالي.
3. ارتفاع غير قانوني للتعريفة ليلاً، حيث تصبح الرحلة داخل المدينة مضاعفة بمجرد تجاوز الساعة التاسعة مساءً،
4. غياب تام لمحطة الحافلات، مما يجعل المواطنين يُجبرون على التفاوض مع الحافلات في الطريق أو الاعتماد على وسائل غير مهيكلة.

الإطار القانوني: أين الجماعة؟ أين العمالة؟

وفق القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات، وخاصة المادة 83، فإن الجماعة مسؤولة عن:

> "إحداث وتجهيز وصيانة المحطات الطرقية، وتنظيم التنقل داخل المدينة، وضمان احترام تعريفة النقل ومراقبة شروط السلامة".

كما أن رئيس المجلس الجماعي يملك، حسب المادة 100، سلطة اتخاذ قرارات تنظيمية لحماية المستهلك وضمان جودة الخدمات، من بينها تنظيم عمل الطاكسيات وضبط التعريفة ومراقبة احترامها.

من جهتها، تتحمل عمالة إقليم الحاجب جزءاً من المسؤولية باعتبارها السلطة التنظيمية التي يجب أن تسهر على تطبيق القانون، وتوجيه تدخلات الدولة، وضمان إنصاف المدن التي يتم تهميشها في البرامج الجهوية الكبرى.

أين هو مجلس الجهة؟

إذا كان مجلس جهة فاس مكناس قد ساهم بأكثر من 400 مليون درهم في هذا البرنامج، فلماذا لم يدرج الحاجب ضمن المدن المستفيدة؟ أليس من حق الساكنة أن تستفيد من دعم نقل حضري محترم ومنظم؟

الحلول المقترحة:




1. إدراج الحاجب ضمن برامج الجهة في أقرب دورة باعتبارها مدينة محورية متضررة.
2. إعداد مشروع محطة طرقية للطاكسيات الكبيرة، بشراكة بين الجماعة والعمالة.
3. تنظيم حملة لتحرير النقل الحضري من الممارسات الاستغلالية، بإشراف مباشر من الجماعة والسلطات المحلية.
4. مطالبة وزارة الداخلية بإدماج الحاجب في دعم النقل الحضري، على غرار باقي المدن المتوسطة.

الحاجب ليست مدينة درجة ثانية، وسكانها ليسوا مواطنين أقل استحقاقاً. إن تهميش المدينة من برامج النقل الكبرى هو قرار غير عادل، يجب مراجعته. فالنقل ليس فقط خدمة يومية، بل هو حق دستوري يضمن كرامة التنقل وحرية الاختيار. وعلى كل من الجماعة، العمالة، الجهة ووزارة الداخلية أن تتحمل مسؤولياتها كاملة، قبل أن يتحول الوضع إلى عزلة حقيقية داخل الإقليم.

----------بقلم اسامة القادري ✌🏼👑🇲🇦

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حفل تنصيب خليفة القائد الجديد السيد خالد الجوهري ببشاوية عين توجطات

📂 - فندق بلاطان قرار قضائي مهم لفائدة ساكنة الحاجب: رفض طلب إيقاف قرار إداري يخص الملك العمومي

صور من حفل استقبال عمر المريني : انطلاقة جديدة لتنمية إقليم الحاجب