مشروع تقوية نظام تزويد مدينة أكوراي بالماء الصالح للشرب
مشروع تقوية نظام تزويد مدينة أكوراي بالماء الصالح للشرب يمثل اليوم لحظة فارقة في مسار التنمية المحلية ويُعد من أهم المشاريع التي تشهدها المنطقة منذ سنوات فهو ليس فقط جوابا عن معاناة يومية طالما أرهقت الساكنة بسبب الانقطاعات المتكررة بل هو خطوة استراتيجية نحو تأمين المستقبل المائي للمدينة.
هذا المشروع الحيوي يقوم على ربط مدينة أكوراي بشكل مباشر من سد إدريس الأول عبر مسار يمر من بوفكران ويهدف إلى ضمان تزويد مستمر وكاف للماء الشروب لفائدة الساكنة وقد خصصت له ميزانية تبلغ 29.07 مليون درهم وهو ممول عن طريق قرض من البنك الإفريقي للتنمية في إطار شراكة دولية تعكس حجم الرهان الموضوع على تحسين جودة الحياة بأكوراي...
المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب هو صاحب المشروع وقد تم الالتزام بإنجازه خلال مدة زمنية لا تتجاوز اثني عشر شهرا وهو ما يعكس الجدية والسرعة المطلوبة في تنزيل هذه البنية التحتية الأساسية ومن المنتظر أن يُحدث المشروع تحولا جذريا في منظومة توزيع الماء بالمدينة ويقلص من معاناة الساكنة مع الاضطرابات والانقطاعات المتكررة.
ولن نكتفي كممثلين للساكنة بانتظار انتهاء الأشغال فالمعاناة ما تزال مستمرة والمشكل قائم ولهذا نؤكد أننا سنواصل الضغط على المكتب الوطني من أجل تحسين الكميات الموجهة للمدينة في أقرب الآجال لأننا نعيش نفس الظروف ونعاني مثل كل الأسر التي تقاسي مع أزمة الماء
ما وعدنا به ساكنة أكوراي هو أن نُمثلها أحسن تمثيل وأن نكون صوتها داخل المؤسسات وأن نشتغل باستمرار حتى تتحقق العدالة المجالية وتُوفَّر أبسط الحقوق وأهمها الماء باعتباره شريان الحياة ومنطلق أي تنمية منشودة.
هذا المشروع هو أكثر من مجرد شبكة أنابيب بل هو رؤية متكاملة نحو الاستقرار الاجتماعي والصحي والاقتصادي وستكون له انعكاسات مباشرة على جودة الحياة وعلى الأنشطة المرتبطة بالماء من فلاحة وخدمات وتنمية استثمارية وهو فرصة تاريخية يجب أن نُراكم عليها لا أن ننتظرها فقط...
ما نعيشه اليوم من خطوات عملية يجب أن يكون بداية لمسار جديد في علاقة المؤسسات بالساكنة مبني على الوضوح وربح الثقة وتجاوز الحلول الترقيعية نحو مشاريع مهيكلة تليق بتطلعات المواطن في أكوراي.
وفي هذا السياق نُجدد دعوتنا لساكنة أكوراي إلى التحلي بالصبر ونحن نعلم جيدًا حجم المعاناة التي يعيشونها ونعلم كذلك حجم الثقة التي وضعوها فينا كممثلين لهم وسنعمل بكل جد ومسؤولية حتى تخرج هذه المشاريع إلى أرض الواقع وتبدأ الساكنة في جني ثمارها كما تستحق...
----------بقلم بدر الدين الزين