أكوراي بين يقظة السلطة وتحديات التنمية: قراءة في تحركات عامل إقليم الحاجب والمشهد المحلي
✍️ _تحرير صحفي استقصائي_
في صباح يوم الجمعة، شهدت مدينة أكوراي حدثًا لافتًا تمثل في الزيارة الثانية لعامل إقليم الحاجب، السيد عمر المريني، إلى المدينة، في خطوة تعكس تحولًا نوعيًا في نمط تدبير الملفات الترابية، من خلال النزول الميداني ومباشرة القضايا العالقة بعيدًا عن روتين التقارير المكتبية التي اعلم انه وجدة مجموعة من الملفات التي تاه بينها لنعد الى موضوعنا. هذه الزيارة لم تكن شكلية، بل حملت في طياتها إشارات قوية إلى أن زمن الجمود الإداري قد بدأ في الانحسار، وأن هناك إرادة سياسية جديدة تسعى إلى فك عقد التنمية المحلية.
🚧 الوقاية المدنية: مشروع تحرر من رفوف الإهمال
بدأت جولة العامل من مقر مشروع الوقاية المدنية، الذي ظل لسنوات رهين التعطيل داخل رفوف المجلس الإقليمي. هذا المشروع، الذي يمثل ركيزة أساسية في منظومة السلامة المدنية، وجد طريقه إلى التنفيذ بفضل المتابعة الحثيثة من العامل الجديد، والتنسيق المتواصل مع المجلس الجماعي لمدينة والسلطات المحلية، وعلى رأسهما رئيسة المجلس الجماعي و السيد الباشا، وقد لعبة دورًا محوريًا في رفع التقارير المفصلة ومواكبة الملفات ذات الطابع الاستعجالي وكذلك لا ننسى دور المواطن الحر بمدينة أكوراي الذي يرى المصلحة العامة قبل الخاصة.
---💧 أزمة الماء: معاينة ميدانية وتعهد بالحل
بعد مراسلات من طرف الجماعة المحلية و السلطات المحلية والضجة التي حدثت عن اشكالية انقطاع الماء الصالح للشرب انتقل السيد العامل إلى مواقع أشغال قطاع الماء، حيث عاين الخزان المائي ووقف على حجم الإشكاليات التي تعاني منها المدينة. وقد تعهد بتتبع الملف عن قرب، والعمل على إيجاد حل جذري يضمن تزويد الساكنة بالماء بشكل عادل ودائم. هذه الخطوة تأتي في سياق وطني يعاني من تداعيات الجفاف، لكنها في أكوراي تأخذ طابعًا أكثر حدة بسبب ضعف البنية التحتية وتراكم الإهمال من طرف الشركة السابقة التي كانت مكلف بقطاع الماء لكن اليوم نجدد النداء فإعادة هيكلة البنية التحتية بالمدينة.
---🏛️ السلطات المحلية: حضور فاعل أم غياب مؤسساتي؟
لا يمكن الحديث عن تحركات العامل دون الإشارة إلى الدور الحيوي الذي تلعبه السلطات المحلية، وعلى رأسها الباشا، الذي أبان عن كفاءة عالية في رصد المشاكل ورفعها للجهات المختصة. غير أن هذه الدينامية تكشف في المقابل عن الدعم المجلس الجماعي، الذي بدا مواكبة أبسط الملفات التي فتحت امام المجلس الحالي للجماعة، ما جعل مطلب الشأن المحلي يتردد بقوة مما كان يدعم تحركات المجلس الجماعي، التي باتت تطالب بمطالب حقيقية قادرة على ترجمة تطلعاتها إلى مشاريع ملموسة لكن يبقى ميزان العدالة المجالية على المستوى الجهة بعيد عن مدينة أكوراي.
---💰 المجلس الحالي : ميزانية متواضعة ورؤية حديثة لمستقبل المدينة
عند التحاق الرئيسة الحالية لمجلس جماعة أكوراي، السيدة رفاق الجلجال، بمنصبها سنة 2021، وجدت الجماعة في وضع مالي متواضع، حيث كانت السيولة محدودة والميزانية لا تتجاوز 10 آلاف درهم. ومع ذلك، تمكنت الجماعة من برمجة مشاريع مهمة، أبرزها:
- أشغال تهيئة الطرق والتطهير السائل في عدة أحياء، بكلفة إجمالية بلغت 6.7 مليون درهم.
- بناء مدرسة ابتدائية بحي الدوم، وتخطيط لإنشاء إعدادية وثانوية جديدة.
- حفر آبار جديدة لمواجهة أزمة الماء، رغم أن تدبير الماء الشروب مفوض منذ التسعينات للمكتب الوطني للماء.
- تعزيز النقل المدرسي من حافلتين إلى ست، بينها واحدة لذوي الاحتياجات الخاصة.
- توفير سيارات إسعاف، منها واحدة مخصصة للنساء الحوامل.
- مشروع اعادة تأهيل الاحياء السكنية
- مشروع اعادة تأهيل القصبة واحداث مساحة خضراء
- مشروع احداث مركز الوقاية المدنية بمدينة
هذه المشاريع تعكس رغبة في تجاوز سنوات من الركود، لكنها تبقى محدودة مقارنة بحجم التحديات، خاصة في ظل غياب رؤية استراتيجية واضحة لبعض اعضاء المجلس الجماعي وكذلك في ما يخص التنمية الاقتصادية، التشغيل، وجلب الاستثمارات.
---⚖️ النمط القانوني للجماعة: جماعة ترابية ذات طابع حضري وقروي
جماعة أكوراي تخضع للقانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات، وتتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، ما يخول لها صلاحيات واسعة في مجالات التنمية المحلية، التخطيط، والتدبير الإداري والمالي. غير أن هذه الصلاحيات تبقى رهينة بمدى كفاءة المنتخبين، وقدرتهم على تفعيل المقاربة التشاركية، واستثمار الإمكانيات المتاحة وأهمها التعاون من اجل تحقيق المصلحة العامة وخلق نمودج داخل الاقليم.
---🔍 قراءة في المشهد العام: بين الأمل والتحول
لنعود هنا الى تحركات عامل إقليم الحاجب، السيد عمر المريني، تعكس نمطًا جديدًا في تدبير الشأن المحلي، قائم على القرب، المراقبة الميدانية، والتفاعل المباشر مع المواطنين. هذه الدينامية، إذا ما تم دعمها من طرف باقي الفاعلين، قد تشكل بداية لتحول حقيقي في أكوراي وكذلك الاقليم ، المدينة التي ظلت لسنوات تعاني من التهميش والبطء في الإنجاز والعرقلة .
لكن هذا التحول يظل مشروطًا بالدعم المجلس الجماعي، وضخ دماء جديدة قادرة على مواكبة هذا النفس الجديد، وتجاوز منطق التحريض الإعلامي من اجل صراع السياسي الذي أفرغ المؤسسات من مضمونها.
-- خلاصة القول: أكوراي اليوم تقف على عتبة التحول، بين سلطة إقليمية تتحرك بصدق، وجماعة محلية مطالبة بإستمرار العملي في أدائها وعدم الصمت على ماتروجه الاقلام المأجورة لتحقيق اجندات سياسية خفية و طمس الحقائق بإسم الشأن المحلي. والرسالة واضحة: حين تتحرك الدولة، تبدأ الحلول في الظهور، لكن لا تنمية بدون مؤسسات منتخبة قوية امام الصراعات السياسية وتواصل مع المجتمع المدني.
----------بقلم اسامة القادري ✌🏼 👑 🇲🇦