👨🏻🏫 مدرسة الحسن اليوسي الابتدائيه بالحاجب: ذاكرة تعليمية عريقة في قلب المدينة
👨🏻🏫 مدرسة الحسن اليوسي الابتدائية بالحاجب: ذاكرة تعليمية عريقة في قلب المدينة
في عمق مدينة الحاجب، وبين أزقتها العتيقة التي تختزل حكايات الماضي والحاضر، تقف مدرسة الحسن اليوسي الابتدائية شاهدة على أكثر من قرن من التحولات الاجتماعية والتعليمية والسياسية، منذ تأسيسها بتاريخ 02 يناير 1919 على يد المستعمر الفرنسي، تحت اسمها الأولÉcole Européenne، كانت هذه المؤسسة التعليمية، خلال فترة الاستعمار، فضاءً مخصصًا حصريًا لأبناء المستعمرين الفرنسيين وبعض أبناء الجالية الجزائرية، في حين حُرم منها أبناء المغاربة الذين تم عزلهم عن منظومة تعليمية عادلة، مما يعكس الوجه الحقيقي للتمييز الذي طبع تلك الحقبة.
بعد سنوات من التأسيس والتحرر من المستعمر، حملت المدرسة اسم مدرسة الحاجب الأعلى كإسم بديل، وبقيت نخبويّة في ولوجها، تستقبل تلاميذ محددين دون أن تكون مفتوحة أمام عموم ساكنة الحاجب. لكن رغم هذه المحدودية، فقد كان لها امتداد تعليمي من خلال مدارس فرعية بالحاجب الأسفل، ما جعلها مركز إشعاع تربوي نسبي في المنطقة، ومع بداية بناء الدولة المغربية الحديثة، تم إعادة هيكلة الإدارة التربوية، لتتحول المدرسة إلى مؤسسة تعليمية وطنية تحمل اسم أحد أبرز رجالات الفكر المغربي: الحسن اليوسي. ومن هنا بدأت صفحة جديدة في تاريخ المدرسة، حيث فتحت أبوابها أمام أبناء الشعب، لتُكوّن أجيالًا أصبحت اليوم في مواقع ريادية في مختلف القطاعات.
✍🏼💾 من هو الحسن اليوسي؟
الحسن اليوسي (1900 - 1959)، عالم مغربي بارز، يُعد من أعلام الفكر والسياسة والدين بالمغرب في القرن العشرين. وُلد بمنطقة الأطلس المتوسط، وتربى في بيئة علمية صوفية، حيث انخرط مبكرًا في سلك التعليم والكتابة. كان من رواد حركة الإصلاح الفكري والاجتماعي، وبرز كأحد الداعين إلى إصلاح التعليم وربط الهوية المغربية بالدين واللغة والتاريخ، ألف اليوسي العديد من الرسائل والمقالات ذات الطابع الإصلاحي، وكان له موقف ناقد من بعض أساليب الحكم والظلم، وهو ما جعله يلقب بـ"فقيه المخزن المزعج"، نظرًا لجرأته واستقلالية رأيه.
تكريم المدرسة باسمه لم يكن عبثًا، بل كان اعترافًا بالدور الذي لعبه في الدفاع عن تعليم مغربي أصيل، وبناء مجتمع المعرفة، وهو ما يتقاطع مع رسالة المدرسة الحديثة التي سُمّيت باسمه.
🔻 ذاكرة تخرج أطرًا متميزة
طيلة العقود التي أعقبت الاستقلال، كانت مدرسة الحسن اليوسي مشتلاً لإنتاج كفاءات مغربية مرموقة. فمِن بين جدرانها خرج تلاميذ أصبحوا اليوم أساتذة جامعيين، مهندسين، أطباء، مسؤولين إداريين، وإعلاميين ورياضيين، مما يُبرز القيمة التربوية لهذه المؤسسة العريقة.
اليوم، ورغم تحديات البنية التحتية والتطورات التي عرفها قطاع التعليم، ما زالت المدرسة تحتفظ بمكانة خاصة في ذاكرة الحاجبيين، ليس فقط كفضاء للتعلم، بل كمعلم تاريخي وثقافي يستحق الترميم والتثمين.
----------بقلم اسامة القادري ✌🏼 👑 🇲🇦
إن مدرسة الحسن اليوسي الابتدائية بالحاجب ليست مجرد بناية تعليمية، بل هي مرآة تعكس جزءًا من تاريخ المدينة، وتحمل بين جدرانها قصص نضال وتغيير وتقدم. كما أن اسمها يربط تلاميذ اليوم بإرث مفكر مغربي وطني كبير، شكّل نموذجًا في الفكر، والوطنية، والتجديد التربوي.
بعض الصور--- #قطاع_التعليم #التعليم_الاولي #اقليم_الحاجب
#مدينة_الحاجب #مدرسة_الحسن_اليو
سي_الابتدائية_بالحاجب ✓